Okay here's my first contribution, an often overlooked book called "Kitab-ul-Mihan" by abu al-`Arab al-Qayrawani:
أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم التميمي ت 333هـ
Link to book:
http://ia600302.us.archive.org/15/items/Ketab_Mehan/Ketab_Mehan.pdfI will list below ONLY the narrations from this book. Refer to the link for the full thing.
ذِكْرُ مَقْتَلِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ مُحَمَّدٌ، وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ سُحْنُونٍ، حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ يُوسُفَ وَمُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ بَعْضِ مَشْيَخَتِهِ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ مُعَاوِيَةُ وَجَاءَتْ وَفَاتُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَدَعَاهُمَا إِلَى الْبَيْعَةِ لِيَزِيدَ، فَقَالا: بِالْغَدَاةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ، ثُمَّ خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ، فَدَعَا الْحُسَيْنُ بِرَوَاحِلِهِ فَتَوَجَّهَ نَحْوَ مَكَّةَ عَلَى الْمَنْهَجِ الأَكْبَرِ، وَرَكِبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِرْذَوْنًا لَهُ، وَأَخَذَ طَرِيقَ الْفَرْعِ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، وَمَرَّ الْحُسَيْنُ حَتَّى أَتَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ، وَهُوَ عَلَى بِئْرٍ لَهُ فَنَزَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِلْحُسَيْنِ: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: سَقَانِي اللَّهُ بَعْدَكَ مَاءً طَيِّبًا، أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: الْعِرَاقَ، قَالَ: وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلِمَ؟ قَالَ: مَاتَ مُعَاوِيَةُ وَجَاءَنِي أَكْثَرُ مِنْ حِمْلِ صُحُفٍ، قَالَ: أُقْسِمُ عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَوَاللَّهِ مَا حَفِظُوا أَبَاكَ وَكَانَ خَيْرًا مِنْكَ، لا تَفْعَلْ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلُوكَ لا تَبْقَى حُرْمَةٌ بَعْدَكَ إِلا اسْتُحِلَّتْ وَلا … بَعْدَكَ إِنْ قُتِلْتَ، فَخَرَجَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ، حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ هُوَ وَابْنُ الزُّبْيِر.
قَالَ: وَقَدِمَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فِي رَمَضَانَ أَمِيرًا عَلَى الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ وَعَلَى الْمَوْسِمِ، وَعَزَلَ الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ، فَلَمَّا اسْتَوْلَى عَلَى الْمِنْبَرِ رَعَفَ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: مُسْتَقْبِلُهُ دَمُهُ جَاءَ بِالدَّمِ، فَتَلَقَّاهُ بِعِمَامَتِهِ، فَقَالَ: مَهْ، عَمَّ النَّاسَ وَاللَّهِ، ثُمَّ قَامَ يَخْطُبُ فَنَاوَلُوهُ عَصًا لَهُ، لَهَا شُعْبَتَانِ، فَقَالَ: شُعِّبَ النَّاسُ وَاللَّهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فَقَدِمَهَا قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ، فَقَالَ النَّاسُ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَوْ تَقَدَّمْتَ فَصَلَّيْتَ بِالنَّاسِ، قَالَ: فَإِنَّهُ لَيَهُمُّ بِذَلِكَ إِذْ جَاءَ الْمُؤَذِّنُ فَيُؤَذِّنُ فَأَقَامَ الصَّلاةَ فَتَقَدَّمَ عَمْرٌو فَكَبَّرَ، فَقِيلَ لِلْحُسَيْنِ: اخْرُجْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِذْ أَبَيْتَ أَنْ تَتَقَدَّمَ، فَقَالَ: الصَّلاةُ فِي الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ، فَصَلَّى ثُمَّ خَرَجَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ عَمْرٌو بَلَغَهُ أَنَّ حُسَيْنًا خَرَجَ، فَقَالَ: ارْكَبُوا كُلَّ بَعِيرٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَاطْلُبُوهُ، قَالَ: فَكَانَ النَّاسُ يَعْجَبُونَ مِنْ قَوْلِهِ هَذَا .
قَالَ: فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يُدْرِكُوهُ، قَالَ: وَأَرْسَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ابْنَيْهِ عَوْنًا وَمُحَمَّدًا بِرَدِّ الْحُسَيْنِ، وَأَبَى الْحُسَيْنُ أَنْ يَرْجِعَ، وَخَرَجَ بِابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ مَعَهُ، وَرَجَعَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ، وَامْتَنَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِرِجَالٍ مَعَهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَمِنْ غَيْرِهِمْ، قَالَ: فَبَعَثَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ جَيْشًا مِنَ الْمَدِينَةِ يُقَاتِلُونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَمْرَو بْنَ الزُّبَيْرِ، أَخَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَضَرَبَ عَلَى أَهْلِ الدِّيوَانِ الْبَعْثَ إِلَى مَكَّةَ وَهُمْ كَارُهوَن لِلْخُرُوجِ، فَقَالَ: إِمَّا تَأْتُونِي بِبَدَلٍ وَإِمَّا تَخْرُجُوا، قَالَ: فَجَاءَ الْحَارِثُ بْنُ مَالِكٍ الْبَرْصَاءَ بِرَجُلٍ اسْتَأْجَرَهُ بِخَمْسِ مِائَةِ دِرْهَمٍ إِلَى عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، وَقَالَ: قَدْ جِئْتُكِ بِرَجُلٍ بَدَلِي، قَالَ: فَبَعَثَهُمْ إِلَى مَكَّةَ، فَقَاتَلُوا ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَانْهَزَمَ عَمْرُو بْنُ الزُّبَيْرِ، وَأَسَرَهُ أَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ فَحَبَسَهُ فِي السِّجْنِ عِنْدَهُ، قَالَ: وَقَدْ كَانَ بَعَثَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ، حِينَ طَلَبَ مُسْلِمَ بْنَ عَقِيلٍ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ يُبَايِعُهُمْ لَهُ، وَكَانَ عَلَى الْكُوفَةِ حِينَ مَاتَ مُعَاوِيَةُ، النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: لابْنُ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ ابْنِ بِنْتِ بَحْدَلٍ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ يَزِيدَ فَأَرَادَ أَنْ يَعْزِلَهُ، فَقَالَ لأَهْلِ الشَّامِ: أَشِيرُوا عَلَيَّ مَنْ أَسْتَعْمِلُ عَلَى الْكُوفَةِ، فَقَالُوا: أَتَرْضَى ابْنَ أَبِي مُعَاوِيَةَ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: فَإِنَّ الصَّكَّ بِإِمَارَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ عَلَى الْعِرَاقَيْنِ قَدْ كُتِبَ فِي الدِّيوَانِ، فَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْكُوفَةِ فَقَدِمَ الْكُوفَةَ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ الْحُسَيْنُ.
قَالَ: وَبَايَعَ مُسْلِمَ بْنَ عَقِيلٍ أَكْثَرُ مِنْ ثَلاثِينَ أَلْفًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَخَرَجُوا مَعَهُ يُرِيدُونَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ، فَجَعَلُوا كُلَّمَا انْتَهَوْا إِلَى زُقَاقٍ انْسَلَّ مِنْهُمْ نَاسٌ حَتَّى بَقِيَ فِي شِرْذِمَةٍ قَلِيلَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَرْجُمُونَهُ بِالآجُرِّ مِنْ فَوْقِ الْبُيُوتِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ دَخَلَ دَارَ هَانِئِ بْنِ عُرْوَةَ الْمُرَادِيِّ، وَكَانَ لَهُ فِيهِمْ رَأْيٌ، فَقَالَ لَهُ هَانِئُ بْنُ عُرْوَةَ: إِنَّ لِي مِنَ ابْنِ زِيَادٍ مَكَانًا، وَسَوْفَ أَتَمَارَضُ لَهُ، فَإِذَا جَاءَ يَعُودُنِي فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ: فَقِيلَ لابْنِ زِيَادٍ: إِنَّ هَانِئَ بْنَ عُرْوَةَ شَاكٍ يَقِيءُ الدَّمَ، قَالَ: وَشَرِبَ الْمَغَرَةَ فَجَعَلَ يَقِيئُهَا، قَالَ: وَجَاءَ ابْنُ زِيَادٍ يَعُودُهُ، وَقَالَ هَانِئٌ: إِذَا قُلْتُ لَكُمُ: اسْقُونِي فَاخْرُجْ إِلَيْهِ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، فَقَالَ: اسْقُونِي فَأَبْطَئُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَيْحَكُمُ اسْقُونِي وَإِنْ كَانَتْ فِيهِ نَفْسِي، قَالَ: فَخَرَجَ ابْنُ زِيَادٍ وَلَمْ يَصْنَعِ الآخَرُ شَيْئًا، وَكَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَكِنْ أَخَّرَتْهُ كَبْوَةٌ، فَقِيلَ لابْنِ زِيَادٍ: إِنَّ فِي الْبَيْتِ رَجُلا مُسْتَجِيرًا، قَالَ: فَأَرْسَلَ ابْنُ زِيَادٍ إِلَى هَانِئٍ فَدَعَاهُ، فَقَالَ: إِنِّي شَاكٍ لا أَسْتَطِيعُ، فَقَالَ: ائْتُونِي بِهِ وَإِنْ كَانَ شَاكِيًا، قَالَ: فَأَسْرَجَ لَهُ دَابَّتَهُ، قَالَ: فَرَكِبَ وَمَعَهُ عَصًا وَكَانَ أَعْرَجَ، فَجَعَلَ يَسِيرُ قَلِيلا ثُمَّ يَقِفُ، وَيَقُولُ: مَا لِي أَذْهَبُ إِلَى ابْنِ زِيَادٍ، فَمَا زَالَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى ابْنِ زِيَادٍ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ زِيَادٍ: يَا هَذَا، أَمَا كَانَتْ يَدُ زِيَادٍ عِنْدَكَ بَيْضَاءَ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: وَيَدِي؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ هَانِئٌ: يَا هَنَاهْ، قَدْ كَانَتْ لَكُمْ عِنْدِي يَدٌ وَقَدْ أَمَّنْتُكَ عَلَى مَالِكَ وَنَفْسِكَ فَاخْرُجْ، فَتَنَاوَلَ ابْنُ زِيَادٍ الْعَصَا الَّتِي كَانَتْ بِيَدِ هَانِئٍ فَضَرَبَ بِهَا وَجْهَهُ حَتَّى كَسَرَ وَجْهَهُ، ثُمَّ قَدَّمَهُ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ، وَأَرْسَلَ إِلَى مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ بِسَيْفِهِ، فَمَا زَالَ يُنَاوِشُهُمْ وَيُقَاتِلُهُمْ حَتَّى جُرِحَ فَأُسِرَ، فَلَمَّا أُسِرَ الرَّجُلُ لَغَبَ، فَقَالَ: اسْقُونِي مَاءً، وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنْ آلِ أَبِي مُعَيْطٍ وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، يُقَالُ لَهُ: شِمْرُ بْنُ جَوْشَنٍ، فَقَالَ لَهُ شِمْرٌ: لا نَسْقِيكَ إِلا مِنَ النِّيلِ، فَقَالَ الْمُعَيْطِيُّ: وَاللَّهِ لا نَسْقِيهِ إِلا مِنَ الْفُرَاتِ، قَالَ: فَأَمَر غُلامًا لَهُ فَأَتَاهُ بِإِبْرِيقِ مَاءٍ وَقَدَحٍ مِنْ قَوَارِيرَ وَمِنْدِيلٍ، قَالَ: فَسَقَاهُ وَتَمَضْمَضَ وَخَرَجَ الدَّمُ، فَمَا زَالَ يَمُجُّ الدَّمَ وَلا يَسِيغُ شَيْئًا حَتَّى قَالَ: أَخِّرُوهُ عَنِّي، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحَ دَعَا بِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ وَهُوَ عَلَى قَصْرٍ لَهُ، فَقَدَّمَهُ لِيَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقَالَ: دَعْنِي حَتَّى أُوْصِيَ، فَنَظَرَ فِي وُجُوهِ النَّاسِ، فَقَالَ لِعُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: مَا أَرَى هَهُنَا أَحَدًا غَيْرَكَ مِنْ قُرَيْشٍ، فَادْنُ مِنِّي حَتَّى أُكَلِّمَكَ، قَالَ: فَدَنا، فَقَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ تَكُونَ سَيِّدَ قُرَيْشٍ مَا كَانَتْ قُرَيْشٌ، ايتِ حُسَيْنًا وَمَنْ مَعَهُ وَهُمْ تِسْعُونَ إِنْسَانًا بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ فِي الطَّرِيقِ فَارْدُدْهُمْ، وَاكْتُبْ إِلَيْهِمْ بِمَا أَصَابَنِي، قَالَ: فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَأَلْقَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَتَدْرِي مَا قَالَ؟، فَقَالَ: اكْتُمْ عَلَى ابْنِ عَمِّكَ، فَقَالَ: هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: اكْتُمْ عَلَى ابْنِ عَمِّكَ، قَالَ: هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: أَيُّ شَيْءٍ هُوَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَّ حُسَيْنًا قَدْ أَقْبَلَ وَمَعَهُ تِسْعُونَ إِنْسَانًا بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ، فَقَالَ: لا وَاللَّهِ لا يُقَاتِلُهُ أَحَدٌ غَيْرَكَ إِذْ دَلَلْتَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَبَعَثَ جَيْشًا مَعَهُ، قَالَ: وَقَدْ جَاءَ الْحُسَيْنَ الْخَبَرُ وَهُوَ بِشَرَافَ، فَهَمَّ أَنْ يَرْجِعَ وَمَعَهُ خَمْسَةٌ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ، فَقَالُوا لَهُ: أَتَرْجِعُ وَقَدْ قُتِلَ أَخُونَا، وَقَدْ جَاءَكَ مِنَ الْكُتُبِ مَا تَثِقُ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ الْحُسَيْنُ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: وَاللَّهِ مَا لِي عَنْ هَؤُلاءِ صَبْرٌ، يَعْنِي: بَنِي عَقِيلٍ، قَالَ: فَلَقِيَهُ الْجَيْشُ عَلَى خُيُولِهِمْ بِوَادِي السِّبَاعِ وَقَدْ فرد حُسَيْنٌ وَأَصْحَابُهُ مِنْ شَرَافَ، فَلَقَوْهُمْ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَقَالُوا: يَابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ اسْقِنَا، قَالَ: فَأَخْرَجَ لِكُلِّ فَرَسٍ صَفْحَةً مِنْ مَاءٍ فَسَقَاهُمْ قَدْرَ مَا يُمْسِكُ رَمَقَ أَحَدِهِمْ، ثُمَّ قَالُوا: سِرْ بِنَا يَابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ، فَمَا زَالُوا يَرْجُونَهُ وَأَخَذُوا بِهِ عَلَى النَّجَبِ حَتَّى نَزَلُوا بِكَرْبَلاءَ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ رَحِمَهُ اللَّهُ: مَا اسْمُ هَذِهِ الأَرْضِ؟، قَالُوا: كَرْبَلاءُ، قَالَ: هَذَا كَرْبٌ وَبَلاءٌ، قَالَ: فَنَزَلُوا وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمَاءِ رَبْوَةٌ، فَأَرَادَ الْحُسَيْنُ وَأَصْحَابُهُ الْمَاءَ فَحَالُوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، وَقَالَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ: لا تَشْرَبُونَ أَبَدًا حَتَّى تَشْرَبُوا مِنَ الْحَمِيمِ، فَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ عَلِيٍّ لِلْحُسَيْنِ: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَنَحْنُ عَلَى الْحَقِّ فَنُقَاتِلُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَرَكِبَ فَرَسُه وَحَمَلَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ عَلَى الْخُيُولِ، ثُمَّ حَمَلُوا عَلَيْهِمْ فَكَشَفَهُمْ عَنِ الْمَاءِ ثُمَّ شَرِبُوا وَاسْتَقَوْا، ثُمَّ بَعَثَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ يُقَاتِلُهُمْ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ: يَا عُمَرُ، اخْتَرْ مِنِّي ثَلاثَ خِصَالٍ: إِمَّا أَنْ تَتْرُكَنِي كَمَا جِئْتُ، فَإِنْ أَبَيْتَ هَذِهِ فَأُخْرَى، تُسَيِّرُونِي إِلَى يَزِيدَ فَأَضَعُ يَدِي فِي يَدِهِ فَيَحْكُمُ فِيَّ بِمَا رَأَى، فَإِنْ أَبَيْتَ هَذِهِ فَسَيِّرُونِي إِلَى التُّرْكِ أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى أَمُوتَ، فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ زِيَادٍ بِذَلِكَ، فَهَمَّ أَنْ يُسَيِّرَهُ إِلَى يَزِيدَ، فَقَالَ لَهُ الْفَاسِقُ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ: أَمْكَنَكَ اللَّهُ مِنْ عَدُوِّكَ وَتُسَيِّرُهُ، لا إِلا أَنْ يَنْزِلَ عَلَى حُكْمِكَ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: لا، إِلا أَنْ تَنْزِلَ عَلَى حُكْمِ ابْنِ زِيَادٍ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ: أَنْزِلُ عَلَى حُكْمِ ابْنِ الْفَاعِلَةِ، لا وَاللَّهِ لا أَفْعَلُ، قَالَ: وَأَبْطَأَ عُمَرُ عَنْ قِتَالِهِ، فَأَرْسَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ إِلَى شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ فَقَالَ: إِنْ تَقَدَّمَ عُمَرُ فَقَاتِلْ، وَإِلا فَاقْتُلْهُ وَكُنْ أَنْتَ مَكَانَهُ .
قَالَ: وَكَانَ مَعَ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ قَرِيبٌ مِنْ ثَلاثِينَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَقَالُوا: يَعْرِضُ عَلَيْكُمُ ابْنُ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ثَلاثَ خِصَالٍ فَلا تَقْبَلُونَ مِنْهَا شَيْئًا، فَتَحَوَّلُوا مَعَ الْحُسَيْنِ فَقَاتِلُوا مَعَهُ، قَالَ: وَرَأَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَى فَرَسٍ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ أَجْمَلَ خَلْقِ اللَّهِ، فَقَالَ الْكُوفِيُّ: لأَقْتُلَنَّ هَذَا الْفَتَى، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَيْحَكَ مَا تَصْنَعُ بِهَذَا دَعْهُ، فَأَبَى، فَحَمَلَ عَلَيْهِ فَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ، قَالَ: وَلَمَّا أَصَابَتْهُ الضَّرْبَةُ قَالَ: يَا عَمَّاهُ، فَأَجَابَهُ الْحُسَيْنُ، قَالَ: لَبَّيْكَ صَوْتٌ قَلَّ نَاصِرُهُ وَكَثُرَ وَاتِرُهُ، وَحَمَلَ الْحُسَيْنُ عَلَى قَاتِلِهِ فَضَرَبَهُ فَقَطَعَ يَدَهُ ثُمَّ ضَرَبَهُ أُخْرَى فَقَتَلَهُ، ثُمَّ اقْتَتَلُوا.
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ حَدَّثَنَا شَقِيقٌ عَنْ أَبِي مَهْدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: قُتِلَ الْحُسَيْنُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَمَعَهُ سِتَّةَ عَشَرَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، مَا عَلَى الأَرْضِ لَهُمْ شَبِيهٌ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: أُدْخِلْنَا عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَنَحْنُ اثْنَا عَشَرَ غُلامًا مُغَلَّلِينَ فِي الْجَوَامِعِ وَعَلَيْنَا قُمُصٌ، فَقَالَ يَزِيدُ: أَحْرَزْتُمْ أَنْفُسَكُمْ لِعَبِيدِ أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ بِخُرُوجِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ حِينَ خَرَجَ وَلا بِقَتْلِهِ حِينَ قُتِلَ، قَالَ: فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ:مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ قَالَ: فَغَضِبَ يَزِيدُ وَجَعَلَ يَعْبَثُ بِلِحْيَتِهِ، ثُمَّ قَالَ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ، يَا أَهْلَ الشَّامِ: مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلاءِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ: " لا تَتَّخِذْ مِنْ كَلْبِ سُوءٍ جَرْوًا "، فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اصْنَعْ بِهِمْ مَا كَانَ يَصْنَعُ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوْ رَآهُمْ بِهَذِهِ الْحَيْنَةِ . فَقَالَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ: يَا يَزِيدُ، بَنَاتُ رَسُولِ اللَّهِ سَبَايَا، قَالَ: فَبَكَى حَتَّى كَادَتْ نَفْسُهُ تَخْرُجُ، وَبَكَى أَهْلُ الدَّارِ حَتَّى عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: خَلُّوا عَنْهُمْ وَاذْهَبُوا بِهِمْ إِلَى الْحَمَّامِ فَاغْسِلُوهُمْ وَاضْرِبُوا عَلَيْهِمُ الْقِبَابَ، فَفَعَلُوا، وَأَمَالَ عَلَيْهِمُ الْمَطْبَخَ، وَكَسَاهُمْ، وَأَخْرَجَ لَهُمْ جَوَائِزَ كَثِيرَةً، ثُمَّ قَالَ: لَوْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ نَسَبٌ مَا قَتَلَهُمْ ؛ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ.
وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُعَتِّبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ إِلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ وَكَانَ قَدْ أَنْبَتَ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يُنْبِتْ، وَنَجَا بِهَا.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ يَحْيَى الْقَرْقَسَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، يَعْنِي: ابْنَ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: قُتِلَ الْحُسَيْنُ وَمَعَهُ سِتَّةَ عَشَرَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ مَا فِي الأَرْضِ مِثْلُهُمْ.
وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: قُتِلَ الْحُسَيْنُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَقُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ يَوْمَ السَّبْتِ نَهَارَ عَاشُورَاءَ سَنَةَ سِتِّينَ .
وَحَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُرَيْقٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حَنْبَلٍ مِثْلَهُ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: قُتِلَ الْحُسَيْنُ بِنَهْرِ كَرْبَلاءَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي الْمُحَرَّمِ إِحْدَى وَسِتِّينَ، وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيِّ: أَنَّ الْحُسَيْنَ قُتِلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ. وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ بَقِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: قُتِلَ الْحُسَيْنُ فِي إِحْدَى وَسِتِّينَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، قَتَلَهُ الْفَاسِقُ سِنَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ الأَشْجَعِيُّ، وَجَاءَ بِرَأْسِهِ خَوْلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الأَصْبَحِيُّ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ .
وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّهَا سَمِعَتِ الْجِنَّ تَنُوحُ عَلَى الْحُسَيْنِ.
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَمَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ تَقُولُ: سَمِعْتُ الْجِنَّ تَنُوحُ عَلَى الْحُسَيْنِ.
وَحَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ الرُّوَاسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: أُتِيَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَأُلْقِيَ بَيْنَ يَدَيْ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَجَعَلَ يَضْرِبُ وَجْهَهُ بِقَضِيبٍ وَيُدْخِلُهُ فِي فَمِهِ وَعَيْنَيْهِ، فَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: ارْفَعْ قَضِيبَكَ عَنْ مَكَانِهِ، فَقَالَ يَزِيدُ: وَلِمَ؟ قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ فَمَ رَسُولِ اللَّهِ مَكَانَهُ، فَقَالَ يَزِيدُ: إِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ، فَاقْتَحَمَ زَيْدٌ عَنِ السَّرِيرِ، وَكَانَ جَالِسًا عَلَيْهِ مَعَ يَزِيدَ، فَقَالَ: الْعَجِيبُ مِنْ هَذَا، فَاشْهَدْ لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ يُجْلِسُهُ عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَهُ وَصَالِحَ الْمُؤْمِنِينَ "، فَكَيْفَ حَفِظْتَ وَدِيعَةَ رَسُولِ اللَّهِ حَرَامُ بْنُ عُثْمَانَ: حَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ بِالْعِرَاقِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُعَاذٍ وَغَيْرُهُ، أَنَّهُمْ حَضَرُوا ذَلِكَ حِينَ قَالَهُ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ لِيَزِيدَ
وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَنْجَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ جَابِرِ، ابْنِ سابط، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ: " الْحُسَيْنُ سَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَحَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَنْجَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ اضْطَجَعَ ذَاتَ يَوْمٍ لِلنَّوْمِ فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ خَاثِرٌ، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَرَقَدَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ خَاثِرٌ دُونَ مَا رَأَيْتُ بِهِ الْمَرَّةَ الأُولَى، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَاسْتَيْقَظَ وَفِي يَدِهِ تُرْبَةٌ حَمْرَاءُ يُقَلِّبُهَا، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ التُّرْبَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ أَنَّ هَذَا يُقْتَلُ بِأَرْضِ الْعِرَاقِ لِحُسَيْنٍ، فَقُلْتُ لِجِبْرِيلَ أَرِنِي تُرْبَةَ الأَرْضِ الَّتِي يُقْتَلُ فِيهَا، فَهَذِهِ تُرْبَتُهَا
وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَلامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ الْبَكَّار، قَالَ: نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ وَفَاطِمَةُ فِي الْحُجْرَةِ، أَوْ قَالَ: خَرَجَتْ فَاطِمَةُ إِلَى الْحُجْرَةِ وَمَعَهَا حُسَيْنٌ يَوْمَئِذٍ إِلَى النَّبِيِّ وَكَانَ يَشُقُّ عَلَيْهِ بُكَاؤُهُ، فَسَرَّحَتْهُ فَحَبَا، أَوْ مَشَى حَتَّى بَلَغَ بَابَ الْبَيْتِ، فَخَشِيَتْ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِمَا فَاسْتَدْنَتْ فَأَخَذَتْهُ فَسَكَتَ، فَرَجَعَتْ بِهِ إِلَى مَكَانِهَا، فَبَكَى، فَسَرَّحَتْهُ، فَسَكَتَ حَتَّى بَلَغَ الْبَابَ فَاسْتَدْنَتْ حَتَّى أَخَذَتْهُ، فَسَكَتَ، فَرَجَعَتْ بِهِ إِلَى مَكَانِهَا، فَبَكَى فَسَرَّحَتْهُ حَتَّى بَلَغَ الْبَابَ فَاسْتَدْنَتْ فَأَخَذَتْهُ، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ مِرَارًا، فَسَبَقَهَا مَرَّةً مِنْ ذَلِكَ، فَدَخَلَ فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ فَجَعَلَهُ فِي حِجْرِهِ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: أَتُحِبُّ ابْنَكَ يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلُهُ، ثُمَّ مَالَ بِجَنَاحَيْهِ إِلَى أَرْضِ كَرْبَلاءَ، فَقَالَ: بِأَرْضٍ هَذِهِ تُرْبَتُهَا، ثُمَّ صَعِدَ جِبْرِيلُ وَخَرَجَ النَّبِيُّ مِنَ الْبَيْتِ وَهُوَ حَامِلٌ حُسَيْنًا عَلَى عُنُقِهِ، وَبِيَدِهِ الْقَبْضَةُ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: مَا يُبْكِيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ابْنِي تَقْتُلُهُ أُمَّتِي بِأَرْضٍ هَذِهِ تُرْبَتُهَا، أَخْبَرَنِي بِهِ جِبْرِيلُ
وَحَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِين، إِذْ دَخَلَتْ صَارِخَةً تَصْرُخُ، فَقَالَتْ: قُتِلَ الْحُسَيْنُ، قَالَتْ: قَدْ فَعَلُوهَا، اللَّهُمَّ امْلأْ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، ثُمَّ وَقَعَتْ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا.
وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ هِلالٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ نِصْفَ النَّهَارِ، قَالَ: وَقَالَ حَمَّادٌ: وَهُوَ قَائِلٌ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَشْعَثَ أَغْبَرَ وَفِي يَدِهِ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ، قُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا؟ قَالَ: " هَذَا دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ لَمْ أَزَلْ أَلْتَقِطُهُ مُذُ الْيَوْمِ "، فَأُحْصِيَ ذَلِكَ الْيَوْمُ فَوَجَدْنَاهُ قُتِلَ ذَلِكَ الْيَوْمَ، رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بِسْطَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَنْجَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ ضَمْرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَحَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ غُفَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَشَّاحٍ، عَنِ الْبَصْرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَهُوَ فِي الْقُبَّةِ، فَقَالَ لِي: اسْتَدِرْ مِنْ وَرَاءِ السِّجْفِ، فَاسْتَدَرْتُ، فَقَالَ: أَتَدْرِي مَا حَدَثَ فِي الأَرْضِ يَوْمَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: لَمْ يُقْلَبْ حَجَرٌ، وَلَمْ يُكْشَفْ إِنَاءٌ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، إِلا أَصَابُوا تَحْتَهُ دَمًا عَبِيطًا، فَقَالَ لِي: إِنِّي وَإِيَّاكَ غَرِيبَانِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فَإِيَّاكَ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ أَحَدٍ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ لَمْ يُرْفَعْ حَجَرٌ بِالشَّامِ إِلا وُجِدَ تَحْتَهُ دَمٌ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ: وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي قَتْلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بِسْطَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنْبَاعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَيْرَةَ النَّخَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ الْقُرَشِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، أَيُّ وَاحِدٍ أَنْتَ إِنْ أَخْبَرْتَنِي بِالْعَلامَةِ الَّتِي قُتِلَ فِيهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، لَمْ تُرْفَعْ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ حَصَاةٌ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، إِلا وَتَحْتَهَا دَمٌ عَبِيطٌ، فَقَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ: إِنِّي وَإِيَّاكَ فِي هَذَا لَغَرِيبَانِ.
وَحَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُهْلُولٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ نَائِمٌ فِي بَيْتِ بَعْضِ نِسَائِهِ إِذْ أَقْبَلَ الْحُسَيْنُ يَحْبُو لِيَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَأَخَذَتْهُ وَنَحَّتْهُ، ثُمَّ إِنَّهَا غَفِلَتْ عَنْهُ فَأَقْبَلَ حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى النَّبِيِّ فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ يَبْكِي، فَبَكَتِ الْمَرْأَةُ لِبُكَائِهِ، وَقَالَتْ: بِأَبِي وَأُمِّي مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: يُبْكِينِي أَنَّ جِبْرِيلَ عَرَضَ عَلَيَّ التُّرْبَةَ الَّتِي يُسْفَكُ عَلَيْهَا دَمُ ابْنِي هَذَا، فَاشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ يَسْفِكُ دَمَهُ وَحَدَّثَنِي عُمَرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ قُرَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ: أَنَّ رَجُلا قَدِمَ مِنْ بَلْهُجَيْمَ، قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: بَلْهُجَيْمُ فَخِذٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: لا تَسْبُوا أَهْلَ هَذَا الْبَيْتِ، فَإِنَّ جَارًا لِي قَالَ: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِالْفَاسِقِ ابْنِ الْفَاسِقِ؟ يَعْنِي الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ حِينَ قُتِلَ، فَرَمَاهُ اللَّهُ بِكَوْكَبَيْنِ فِي عَيْنَيْهِ فَذَهَبَ بَصَرُهُ. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي أَيُّوبُ بْنُ حُسَيْنٍ: أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قُتِلَ وَعَلَيْهِ جُبَّةُ خَزٍّ دَكْنَاءُ وَعِمَامَةُ خَزٍّ دَكْنَاءُ صَابِغٌ بِسَوَادٍ.
وَحَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْفِهْرِيِّ، مِنْ وَلَدِ عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كَانَ لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ مُشْرِفَةٌ، فَكَانَ النَّبِيُّ إِذَا أَرَادَ لِقَاءَ جِبْرِيلَ لَقِيَهُ فِيهَا، قَالَ: فَرَقَاهَا مَرَّةً مِنْ ذَلِكَ، وَأَمَرَ عَائِشَةَ أَنْ لا يَطْلُعَ إِلَيْهَا أَحَدٌ، قَالَ: وَكَانَ رَأْسُ الدَّرَجَةِ فِي حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَدَخَلَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ فَرَقِيَ وَلَمْ يَعْلَمْ حَتَّى غَشِيَهُمَا، قَالَ جِبْرِيلُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: ابْنِي، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ فَجَعَلَهُ عَلَى فَخِذِهِ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: سَيُقْتَلُ، تَقْتُلُهُ أُمَّتُكَ، قَالَ: أُمَّتِي؟ قَالَ: نَعَمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِالأَرْضِ الَّتِي يُقَتْلُ فِيهَا، فَأَشَارَ جِبْرِيلُ بِيَدِهِ إِلَى الطَّفِّ بِالْعِرَاقِ فَأَخَذَ تُرْبَةً حَمْرَاءَ فَأَرَاهُ إِيَّاهَا